كرم الحمد... سعت لبناء مجتمع ديمقراطي تكون فيه رمزاً للنضال من أجل الحرية
في ظل استمرار الاحتلال التركي ومرتزقته في استهداف المناضلات من أجل الحرية والعدالة والمساواة، كان أخرها قصف طائرة مسيّرة للاحتلال التركي لقافلة الأهالي المتوجهة إلى سد تشرين جنوب كوباني، والتي كانت ضمنها الإدارية في مجلس تجمع نساء زنوبيا كرم الحمد.
مركز الاخبار ـ أكدت العديد من الحركات والتنظيمات النسوية أن "كرم الحمد كانت شخصية ملهمة سعت دائماً إلى بناء مجتمع ديمقراطي يعزز قيّم العدل والمساواة، وباستشهادها أصبحت رمزاً للنضال من أجل حرية النساء وحقوقهن".
الإدارية في مجلس تجمع نساء زنوبيا كرم الحمد ابنة الـ 30 ربيعاً، نشأت وترعرعت في مدينة دير الزور بإقليم شمال وشرق سوريا، في أسرة تسودها القيم والمبادئ والأخلاق، شقيقة لخمس فتيات وشابين، تابعت دراستها حتى وصلت معهد الفنون النسوية، إلا أن اندلاع الأزمة السورية حال دون أن تكمل تعليمها، لذلك نزحت مع أسرتها إلى مدينة الرقة بحثاً عن حياة أكثر استقراراً وأماناً.
مع وصولها إلى الرقة بدأت مسيرتها العملية لتتنقل بين عدة مجالات لمساعدة عائلتها، وفي محاولةً منها لتحقيق حلمها بالدراسة في الجامعة وتحديداً كلية الفرات اختصاص الأدب العربي، عادت إلى ديرالزور، لكن هذا الحلم سرعان ما تلاشى مع سيطرت داعش على المدينة، حيث بات اضطهاد النساء عنوان لتلك المرحلة، لذلك حاولت مرات عدة الخروج من نطاق سيطرت داعش، وعادت أدراجها إلى الرقة مساندةً لعائلتها في مواجهة الظروف الاقتصادية الصعبة التي كانوا يمرون بها لاسيما بعد إصابة والدتها بفشل كلوي أودى بحياتها نتيجة لسوء الخدمات الطبية في دير الزور.
اعتبرت كرم الحمد مدينة الطبقة طوق النجاة على حد تعبيرها، لتبدأ مسيرتها النضالية في صفوف تجمع نساء زنوبيا بمقاطعة الرقة الذي انضمت إليها في كانون الأول/ديسمبر 2023 وعملت تحديداً في لجنة التدريب ومن ثم شغلت منصب منسقية مجلس تجمع نساء زنوبيا في مقاطعة الرقة والذي وجدت فيه ما يناسب الفكر المنفتح والثقافة العالية والروح التشاركية وحرية الرأي والمكانة الحقيقة للمرأة على حد تعبيرها.
استمرت بنضالها والثبات على موقفها الواضح من هجمات الاحتلال التركي التي تستهدف بشكل مستمر المرأة القيادية والمناضلة، لذلك كانت في الصفوف الأولى من القافلة المتوجهة إلى سد تشرين في الثامن من كانون الثاني/يناير الجاري للتنديد بالهجمات وداعيةً للسلام والعدالة وقلبها عامر بالإيمان الراسخ بقضيتها التي دفعت حياتها ثمناً لها ولموقفها النبيل وشجاعتها في مواجهة القمع، تاركةً وراءها إرثاً من الكفاح والنضال تلهم به الأجيال القادمة للاستمرار في طريق الحرية والكرامة.
وفي عدة لقاءات مع وكالتنا كانت الإدارية في مجلس تجمع نساء زنوبيا كرم الحمد قد أكدت خلالها على أن النساء أثبتن أنهن مستمرات في النضال ضد العنف ولن تتوانين عن المطالبة بحقوقهن، كما أنهن استطعن التغلب على مخاوفهن ومكن أنفسهن اقتصادياً وأثبتتن جدارتهن بأنهن قادرات على صنع القرار.
وبينت أن سياسات مرتزقة الاحتلال التركي تتشابه مع السياسة التي اتبعها داعش في مناطقهم، حيث قالت "مارس داعش أبشع الانتهاكات والجرائم بحق الأهالي في المنطقة من قتل واغتصاب وفرض قرارات وأحكام جائرة، لذا إذ تم المقارنة ما بين سياسته وسياسة المرتزقة، سندرك أنهما يتبعون ذات السياسة وممولين من قبل الدولة التركية".
وأكدت كرم الحمد أن "الفتن التي تجري في المنطقة ما هي إلا ضرب لمكتسبات ثورة روج آفا والنيل من إرادة المرأة الحرة، وعرقلة مسيرة الثورة"، مشدداً على أنه "لن يستطيعوا بهذه الأساليب نئينا عن إكمال مسيرتنا نحو الحرية".
ودعت جميع الأهالي وخاصةً النساء للتحلي بالصمود ورفع وتيرة النضال والمقاومة في وجه كافة الانتهاكات، وألا يرضخوا لقرارات المحتل التعسفية، حتى تحقيق النصر، مشددةً على ضرورة كشف الجرائم التي ترتكب في المناطق المحتلة وإيصال صوت الأهالي إلى العالم أجمع.